You are currently viewing 50% من متعافي إدمان المخدرات يتعرضون (للانتكاسة)

50% من متعافي إدمان المخدرات يتعرضون (للانتكاسة)

الطريفي: برامج الرعاية اللاحقة للمدمنين بحاجة لتطوير

كشف رئيس الجمعية الأردنية لمكافحة المخدرات الدكتور موسى الطريفي ان 50% من متعافي إدمان المخدرات بالمملكة يتعرضون للانتكاسة بعد فترة العلاج ويكررون تعاطي المواد المخدرة.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي عقدته أمس وزارة الشباب والجمعية الأردنية لمكافحة المخدرات للحديث عن مسير الرحالة الأردني عيسى القزاقزة من الزرقاء بعد لحظة وصوله الى نقطة النهاية في بيت شباب عمان الكائن في مدينة الحسين للشباب، ان برامج الرعاية اللاحقة للمدمنين بحاجة لتطوير، للتقليل من نسبة الانتكاسة في مجتمعنا، مشيرا الى انه تم إطلاق مبادرة «لا للانتكاسة» الأسبوع الفائت، بهدف دمج المتعافين من المخدرات في المجتمع، وتقليل عدد المنتكسين والمكررين لتعاطيها، للوصول الى نسبة اقل من النسبة العالمية مستقبلا.

ويرى الطريفي ان ملف الرعاية اللاحقة للمدمنين لم يتم العمل عليه بشكل حقيقي سابقا، فنسبة الانتكاسة لديهم مرتفعة جدا في العالم، وفي المملكة تصل الى 50%، وبالتالي يكون هناك هدر للمال في ميزانية المراكز المعالجة للإدمان، وجهد الكادر الطبي، والأهم هدر لأرواح الشباب ومستقبلهم.

وشدد على انه حتى لو تعالج المريض بأفضل مراكز الإدمان بالعالم وعاد للتعاطي، فـإن ضرر ذلك يكون أكبر، فنحن بحاجة لمراكز رعاية لاحقة لمدمني المخدرات، وعلى الرغم من العلاج يكون جيدا ويخرج المتعافى من مراكز الإدمان نظيفاً، إلا ان إزالة السمية من جسم المدمن هي احدى مراحل العلاج وليس كله، ولذلك كانت الحاجة ماسة لاستمرار العلاج بالرعاية اللاحقة ومنظومة متكاملة، للسيطرة على وضع المدمن وضمان عدم تكراره التعاطي، فمراكز الرعاية اللاحقة لا تعني قصوراً بالعلاج، بل اهتمام ما بعد العلاج.

ولفت الى ان الشخص المتعافى بعد خروجه من مركز علاج الادمان، اذا اخذ الجرعة المعتاد عليها أصبحت جرعة زائدة بالنسبة له، لأن عجلة التحمل لديه اختلفت بعد العلاج، وفي هذه الحالة فإن المنتكس يعرض نفسه للخطر اكثر من المدمن الذي لم يتعالج.

ووفق الطريفي فإن هناك حاجة لوجود استراتيجية في موضوع علاج المدمن داخل مراكز الادمان بحيث تكون اجبارية، وضرورة متابعته لاحقا، لتصويب مساره للطريق الصحيح، مع العمل على توظيف مجموعة من النشاطات الرياضية والفنية وغيرها لمكافحة المخدرات، وتوصيل الرسائل التوعوية غير مباشر للفئات المستهدفة وهم الشباب، واستثمار منصات التواصل الاجتماعي برسائل قصيرة جاذبة.

بدوره قال مدير إدارة مكافحة المخدرات الأسبق ورئيس التحالف الوطني لمكافحة المخدرات اللواء المتقاعد طايل المجالي، «من المهم ان يتم تطوير البرامج العلاجية للمدمنين، إذ لا يوجد لدينا استراتيجية وقائية حقيقية تنتج بطريقة علمية في هذا الشأن، فيجب ان يكون لدينا استراتيجية تناسب كل الاعمار، وتركز على الرسائل التوعوية في المدارس والجامعات وغيرها، فلدينا مجموعة من الخبراء والعلماء والدراسات ومنظمات المجتمع المدني قادرة على العمل عليها».

ودعا الى أهمية الثقافة الافقية للشباب في مسألة مكافحة المخدرات، من خلال ارسال رسائل توعوية اليهم عن طريق الرياضة والفن وغيرها، لا المحاضرات الطويلة، لأن الجيل الجديد يركز على الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي التأثير عليهم من خلالها.

وأشاد المجالي بمبادرة القزاقزة، كونها جاذبة ومثيرة للاهتمام، فأثناء رحلته لفت أنظار الناس لقضية مكافحة المخدرات ومحاربة هذه الافة بكافة الطرق، فتفعيل الرياضة من خلال المكافحة لها نتائج ايجابية، وهدفها حماية الوطن من انتشار المخدرات فيه.

وعن أهمية هذه المبادرات والبرامج في وقتنا الحالي، أشار المجالي الى ان البرامج الوقائية المفعلة هي افضل من الطرق التقليدية خصوصا للجيل الجديد، وفي الأردن نحن بأمس الحاجة لذلك، لأن خطر المخدرات أصبح يداهم كل بيت فيه، وبالتالي يجب وضع سد منيع لمنع انتشارها وحماية الأسر وعقول البشر، وبكل الأديان والأعراف هي محرمة لما لها تأثير على جميع متطلبات ومناحي الحياة.

وأوضح المجالي ان هناك ارتباطا وثيقاً بين تعاطي المخدرات وانتشار الجرائم، فالمتعاطي اما يصبح سارقاً او لا أخلاقياً او قاتلاً، وعندما يذهب العقل من المتوقع قيامه بارتكاب الجرائم، مشيرا الى ان قضايا القتل بعد منتصف التسعينات بالمملكة تغيرت أسبابها، فقد كانت لغايات الشرف او الأرض، ولاحقا اصبحت مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمخدرات. أما الرحالة الأردني عيسى القزاقزة، أكد ان مبادرته بقيامه بمسيرة على دراجته الهوائية من محافظة الزرقاء للعاصمة عمان، هدفها لفت انتباه الناس والشباب تحديدا لضرورة مكافحة افة المخدرات، عن طري? توزيع مجموعة من البروشورات التوعوية.

وأضاف انه أخذ على عاتقه من خلال ممارسة الرياضة حمل رسالة للاسرة الأردنية بنشر الوعي والتوعية من مخاطر المخدرات، موجها رسالة للأهالي بأن يبادروا بمصادقة ابنائهم ليخلقوا جوا من الثقة والمصارحة بينهم.

وركز القزاقزة على ان مركز علاج المدمنين التابع لمكافحة المخدرات على مستوى عال، ويحمل في طياته القدرات والكفاءات البشرية بمختلف التخصصات، بحيث يخرج المدمن من المركز متعافياً، ليمارس حياته بين أسرته ومجتمعه، موجها شكره أيضا الى الجيش العربي والأجهزة الأمنية وحرس الحدود، لدورهم الكبير في محاربة هذه الآفة والتصدي لها.

وحسب القزاقزة، فإن مثل هذه المبادرات تخلق احتكاكا مباشرا بين الناس، وهي طرق غير تقليدية وغير معتادة، وتشهد تفاعلا كبيرا، كاشفا عن إطلاق حملة بنفس الطريقة العام القادم على شكل ماراثون.